حكيمي وعملية “الإطاحة” بكارفخال ..!!!

من دون مقدمات فرض النجم المغربي أشرف حكيمي نفسه كنجمٍ فوق العادة هذا الموسم بأروقة ناديه بوروسيا دورتموند، وغدا حديث الجميع في الفترة الأخيرة ليس لتسجيله الأهداف فحسب بل لعدة اعتبارات جعلت من ظهير أيمن يتلقد 4 مراكز في مباريات معدودة ويتألق من خلالهم جميعًا.

أعار ريال مدريد أشرف عندما كان بعمر 18 عامًا مع إمكانية إعادة الشراء، وبالتحديد بعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول قبل عامين وبعد أن غدا اللاعب العربي الثاني بالتاريخ الذي يحقق ذات الأذنين بعد أسطورة الجزائر رابح ماجر.

إعارة أشرف كانت عبارة عن موسمين لتفجير طاقاته وصقل موهبته ومن أفضل من البيئة الألمانية؟ تلك البيئة التي لجأ إليها الفريق الإسباني في الأساس قبل سنوات إذ باع داني كارفخال إلى بايرليفركوزن موسم 2012ء2013 مع وجود بند إعادة الشراء بعد موسم واحد.
موسم واحد فقط كان كفيل باتخاذ فلورينتو بيريز القرار الفوري بإعادة اللاعب وتفعيل البند بعدما تألق وبزع اسمه بين سجلات أفضل اللاعبين بالبوندزليغا، لاحقًا وفد إلى البرنابيو مُدججًا بالخبرات والاحتكاكات التي مكنّته من احتكار منصب الظهير الأيمن للفريق 6 سنوات.

“راقب ريال مدريد تطور أداء داني هذا الموسم، سيقوم بتفعيل بند إعادة الشراء، مسألة وقت قبل أن يعود مرة أخرى إلى ناديه”.. المدير الرياضي لليفركوزن في حديثه للصحافة بمنتصف الموسم. فلم تصبر إدارة الميرنعي وسرعان ما اتخذت القرار.

الآن يعيد ريال مدريد استنساخ كارفخال الجديد، لاعب شاب بعمر الـ 20 لديه من الإمكانات الفنية ما يؤهله لشغل مركز الظهير الأيمن والأيسر بنفس الجودة، مع إمكانية الاستعانة به كجناح هجومي يمينًا ويسارًا بطبيعة الحال، مع بعض التحسن على مستوى الأرقام الدفاعية كاستخلاص الكرات ومحاولات التدخل والفوز بالالتحامات الهوائية وغيره.

نحن بصدد حالة تحسّنت بشكل سريع وغير مسبوق بالنسبة للاعب عربي، تطور على جميع الأصعدة هجومية كانت أو دفاعية أو حتى على مستوى الشخصية واتخاذ القرارات والتحرك من دون كرة على أرضية الميدان، يكفي الإشارة فقط إلى أن دورتموند سجل 5 أهداف فقط هذا الموسم بدوري الأبطال، 4 منهم لأشرف وحده.

من المُعتقد به في الصحافة المدريدية أن المدرب السابق غولين لوبيتيغي أجرم في حق حكيمي عندما اتخذ قرار إبعاده عن النادي والإتيان بألفارو أودريوزلا ليكون بديلًا لكارفخال، بينما يريد زيدان بحسب يومية “آس” أعادة النجم المغربي في أقرب وقت لما اكتسبه من قدرات تجعله لاعبًا “جوكر” فقد بات بالفعل باستطاعته اللعب بأي جزء من طرف الملعب وهو ما يخدم أفكار زيدان التي تعتمد على التحولات وسرعة الهجمات.

السؤال المطروح ليس بإمكانية إعادة اللاعب أو احتفاظ دورتموند به، فقد بات استفهامًا مستهلكًا، الآن نحن بصدد منافسة بين اللاعب العربي وداني كارفخال على مستوى التشكيلة الأساسية لريال مدريد وهل يستطيع بالفعل أن يهز أشرف ثقة زيدان بداني أم يستمر بالتوهج لدرجة تجبر زيزو على الإطاحة بظهيره وحرسه القديم؟

هناك تضارب في الاحتمالات عند الحديث عن هكذا توقعات، فقد يستعين زيدان في الأساس باللاعب في الشق الهجومي ويعيد ما فعله يوسف عطال هذا الموسم على سبيل المثال مع نيس الفرنسي عندما تحول من يمين الدفاع إلى يسار الهجوم، أو الحالة الأشهر في التاريخ الحديث غاريث بيل الذي عرف العالم كظهير أيسر مع ساوثهامبتون وبعض الفترات مع توتنهام، بينما لرايان سيسينيون لاعب فولهام السابق مثل ينبغي ذكره في مثل هكذا حالات.

التدني الواضح في مستوى كارفخال بالموسم الماضي والحالي قد يكون كفيلًا بجعله قربانًا من زيدان لإرضاء حكيمي وإذعانه للقدوم إلى ريال مدريد من جديد، إذ ينتاب اللاعب بعض المخاوف من الجلوس احتياطيًا وهو الأمر الذي تفطن إليه زميله غادون سانشو وجعله يترك التتويجات والميداليات مع مانشستر سيتي، إيرلينج هالاند الذي رفض مانشستر يونايتد الموسم الماضي مُعللًا الأمر برغبته في الظهور واللعب، مثل هكذا أمثلة لربما تضطرب بهاجس اللاعب المغربي.

خاض حكيمي مباريات كأس إفريقيا بمصر 2019 رفقة المنتخب المغربي، بينما لعب الدقائق كافة في كأس العالم 2018 والآن هو قطعة أساسية لدى المدرب فاهيد هاليلوزيتش ومن قبله هيرفي رينار، كما أنه النجم الأول حاليًا في بوروسيا دورتموند ويلقى ثقة كبيرة من مدربه لوسيان فافر، بينما يريده زيدان، هي أمور لا تحدث كثيرًا للاعب في ربيعه العشرين.

ولأن الشيء بالشيء يُذكَر فإن حكيمي خاض هذا الموسم 18 مباراة مع دورتموند، مُسجلًا 6 أهداف وصانعًا لإثنين.. توزّعت أدوار اللاعب في أرضية الميدان كالتالي.

ء 7 مباريات كظهير أيمن
ء 3 مباريات كظهير أيسر
ء 5 مباريات كجناح أيسر
ء 3 مباريات كجناح أيمن