هل محمد صلاح بات يُجيد التمثيل في منطقة الجزاء أم أنه بات يملك موهبة أخرى؟

“في كل مرة نعود إلى الفيديو ونقول صلاح لم يُمثل، هو ليس هذا النوع من اللاعبين”، هذا جزء من حديث أندرو روبرتسون بعد الحملة الكبرى التي تعرض لها محمد صلاح إثر ركلة الجزاء التي تحصل عليها في مباراة برايتون، والتي جاء من خلالها الهدف الذي حسم نتيجة اللقاء، ليسترجع معها الجمهور المباريات السابقة أمام آرسنال ونيوكاسل يونايتد.

هل صلاح غطاس؟

بدأت الحكاية من مباراة نيوكاسل، صلاح يدخل منطقة الجزاء ويُمسك مدافع نيوكاسل بيده، صلاح يسقط أرضاً والحكم يحتسب ركلة جزاء قادت إلى الهدف الثاني لليفربول، القانون لا يقبل التجزئة بالعادة، لا يوجد ما يُسمى بأن لاعب الخصم لم يشد كتف صلاح بـ”قوة تجبره على السقوط”، لكن صلاح سقط والمسألة فيها كثير من التقدير للحكم والخبث من صلاح.

في المرة الثانية كانت ركلة الجزاء ضد آرسنال، لم تكن في الحقيقة لتؤثر على النتيجة، راوغ صلاح سوكراتيس ووقف أمامه، لم يكن يتبقَ على الأخير سوى الاصطدام به، خاصة وأن صلاح يعرف كيف يضع جسده في موقف مميز، ركل سوكراتيس قدم صلاح الخلفية، سقط صلاح أرضاً، فاحتسب الحكم ركلة جزاء.

 المباراة الثالثة كانت ضد برايتون، هي رُبما ركلة الجزاء الأكثر خُبثاً، صلاح نفسه بات يعرف كيف يبحث عنها، راوغ غروس ووضعه في ظهره، تماماً كما فعل بسوكراتيس ولأن صلاح يعرف كيف يحمي الكرة فإن أي محاولة للمدافع للوصول إلى الكرة ستصيب قدم صلاح بطريقة ما، فسقط مهاجم ليفربول أرضاً، هذه المرة بـ “طريقة مبالغة فيها” وكأنه يعلم أن قرار الحكم سيكون في صالحه.
صلاح تحت الضغط !!

لا يُمكن القول أن محمد صلاح لاعب “غطّاس” أو”مُمثل”، لكنه بات لاعب خبيث، لم يعد الوجه الطفولي الذي يُحبه الجميع من دون حسابات واستثناءات، هو أصبح كذلك بعد عودته من الإصابة التي تعرض لها، بعد نهاية الموسم الأول وعناوين الصحف العريضة التي تتحدث عن “لاعب موسم واحد فقط”، عانى صلاح لأسابيع تحت هذا الضغط ليعود ويتخطاه ويُسجل 14 هدفاً في البريميرليغ.

يعود هذا الضغط مجدداً مع عناوين العريضة لنجم “الغطس” الأول في إنجلترا، لم يعد صلاح يستعطف الجماهير كما كانت الحال من قبل، بات أكثر نضجاً، هو معشوق “الليفربوليين” أكثر من كونه الأيقونة التي جاءت إلى ملاعب إنجلترا، الآن صلاح أمام ضغط مختلف سيُعاني منه في جميع الملاعب. الحكام سينظرون جيداً إلى ما يحدث معه بسبب كثرة الانتقاد والأصوات سترتفع مع مرور الموسم، ورُبما قد يُصبح التعامل معه أقسى بدنياً من المدافعين، هو نوعُ جديد من الضغط يحتاج صلاح لتخطيه إذا ما أراد حمل ليفربول إلى المكان الذي يُريد أن يكون فيه مع نهاية الموسم.